منتدى مصطفى يوسف بني تميم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العواطف والثقافة :. الى................

اذهب الى الأسفل

العواطف والثقافة :. الى................ Empty العواطف والثقافة :. الى................

مُساهمة من طرف مصطفى يوسف آدم الإثنين فبراير 16, 2015 7:48 pm

الثقافة والتجارب العاطفية :.
يُعرف تراينديس المتلازمة الثقافية على أنها (1997)"مجموعة مشتركة من المعتقدات والمواقف والمعايير والقيم والسلوك المنظم حول فكرة رئيسية، والتي توجد بين من يتحدثون بلغة واحدة في أوقات واحدة ومنطقة جغرافية واحدة". ولأن الثقافات تتشارك الخبرات، فهناك آثار اجتماعية واضحة للتعبير العاطفي والتجارب العاطفية. فمثلاً، ستتنوع الآثار الاجتماعية للتعبير عن العواطف أو كبتها اعتمادًا على الموقف والفرد. وقد ناقش هوشتشايلد (1983) دور قواعد الشعور، التي تعد معايير اجتماعية تفرض كيف ينبغى للناس أن يشعروا في أوقات معينة (مثلاً، يوم الزفاف أو في جنازة). ويمكن أن تكون هذه القواعد عامة (كيف يمكن للناس التعبير عن عواطفهم بشكل عام) وأيضًا ظرفية (الأحداث مثل أعياد الميلاد). وثؤثر الثقافة أيضًا على طرق تجربة العواطف اعتمادًا على أي العواطف يتم تقييمها في بيئة ثقافة معينة. فمثلا، تعتبر السعادة عمومًا عاطفة مرغوب فيها بين الثقافات. وفي بلدان بها آراء فردية أكثر مثل أمريكا، يُنظر إلى السعادة على أنها غير محدودة ويمكن تحقيقها ويتم عيشها داخليًا. وفي الثقافات الاجتماعية مثل اليابان، ترتبط العواطف مثل السعادة ببعضها البعض بشكل كبير جدًا، وتشمل عددًا لا يحصى من العوامل الاجتماعية والخارجية، وتستقر في التجارب المشتركة مع الآخرين. ويُشير أوشيدا وتاونسند وماركوس وبيرجسيكر (2009)إلى أن السياقات اليابانية تعكس نموذجًا موحدًا؛ مما يعني أن العواطف تنبع من مصادر متعددة وتشمل تقييم العلاقة بين الآخرين والذات. ولكن في السياقات الأمريكية، يتضح النموذج غير المتصل من خلال العواطف التي يشعر بها الفرد ومن خلال التأمل الذاتي. وتقترح أبحاثهم أنه عندما يتم سؤال الأمريكيين عن عواطفهم، فربما تحصل على إجابات تركز على الذات "أشعر بالفرح"، بينما يعكس رد الفعل النموذجي الياباني العواطف بين الذات والآخرين "أود مشاركة سعادتي مع الآخرين."

الثقافة وتنظيم العاطفة :.
تلعب العواطف دورًا حاسمًا في العلاقات بين الأشخاص وكيف يتعامل الناس مع بعضهم البعض. ويمكن أن يكون للتبادلات الثقافية عواقب اجتماعية خطيرة يمكن أن تؤدي إلى إما الحفاظ على العلاقات الإيجابية وتعزيزها أو أن تصبح مصدرًا للعداء والخلاف (فريدريكسون 1998؛ جوتمان وفينسون 1992). وبالرغم من أن الناس عمومًا قد "يريدون الشعور بأفضل من الأسوأ" (لارسن 2000)، وكيف أن تنظيم هذه العواطف قد يختلف بين الثقافات. ويشير بحث أجراه يوري مياموتو أن الاختلافات الثقافية تؤثر على استراتيجيات تنظيم العواطف. كما تشير الأبحاث إلى أن الثقافات المختلفة تعلم الأطفال تنظيم عواطفهم وفقًا لمعاييرهم الثقافية الخاصة بهم. فمثلاً، تشير الحسابات الإثنوغرافية إلى أن الأمهات الأمريكيات يعتقدن أنه من المهم التركيز على نجاحات أبنائهن، بينما ترى الأمهات الصينيات أن الأكثر أهمية هو توفير الانضباط لهم. ولمزيد من دعم هذه النظرية، اكتشفت تجربة مختبرية أنه عندما نجح الأطفال في اختبار ما، كانت الأمهات الأمريكيات هن الأكثر احتمالاً في تقديم ردود فعل إيجابية عن الأمهات الصينيات (مثل، "أنت ذكي جدًا")، مقارنة بالأمهات الصينيات اللاتي قدمن ردود فعل محايدة أو متعلقة بالمهمة (مثل "هل فهمت الأسئلة أم هو مجرد تخمين؟"(نج وبومرانتز ولام 2007). وهذا يبين كيف تقوم الأمهات الأمريكيات بـ "التنظيم الجيد" للمشاعر الإيجابية من خلال التركيز على نجاح أبنائهن، بينما تقوم الأمهات الصينيات على الأرجح بـ "التنظيم السيء" للمشاعر الإيجابية للأطفال من خلال عدم التركيز على نجاحهم. ويرى الأمريكيون العواطف على أنها ردود أفعال شخصية داخلية؛ وأنها تمثل النفس (ماركوس وكيتياما، 1991). وفي أمريكا، يشجع الآباء والأقران التعبير العاطفي في حين يتم رفض القمع غالبًا. ذلك أن إبقاء العواطف في الداخل ينظر إليها على أنها غير صادقة، وكذلك تشكل خطرًا على صحة الفرد ورفاهيته. ولكن في الثقافات اليابانية، تعكس العواطف علاقات بالإضافة إلى الحالات الداخلية. حتى إن بعض البحوث تشير إلى أن العواطف التي تعبر عن الذات الداخلية لا يمكن فصلها عن العواطف التي تعبر عن مجموعة أكبر. وبالتالي، على عكس الثقافة الأمريكية، غالبًا لا يتم تشجيع التعبير عن المشاعر ويُنظر إلى قمع عواطف المرء الفردية لتتناسب أكثر مع عواطف المجموعة على أنه أمر ناضج ومناسب.

الإدراك والفهم العاطفي :.
غالبًا ما تتم مناقشة دور تعبيرات الوجه في التواصل العاطفي. فبينما يعتقد داروين أن الوجه كان الوسيلة الأبرز للتعبير عن المشاعر، تتحدى الأعمال العلمية الأخيرة هذه النظرية. وعلاوة على ذلك، تشير البحوث أيضًا إلى أن السياقات الثقافية تتصرف كإشارات عندما يحاول الناس تفسير تعبيرات الوجه. وفي الحياة اليومية، تؤثر المعلومات من بيئات الأشخاص على فهمهم لما يعنيه تعبير الوجه. ووفقًا لبحث أجراه ماسودا وآخرون (2008)،يمكن للناس ملاحظة عينة صغيرة فقط من الأحداث المحتملة في بيئاتهم المعقدة والمتغيرة باستمرار، وتشير الأدلة المتزايدة إلى أن الناس من خلفيات ثقافية مختلفة يحددون اهتمامهم بشكل مختلف تمامًا. وهذا يعني أن الثقافات المختلفة قد تفسر نفس السياق الاجتماعي بطرق مختلفة جدًا. ولأن الأمريكيين يُنظر إليهم على أنهم مستقلون، فلا ينبغي أن يجدوا صعوبة في استنتاج مشاعر الناس الداخلية من خلال تعبيرات وجههم، بينما قد يكون اليابانيون أكثر بحثًا عن الإشارات السياقية من أجل فهم أفضل للحالة العاطفية للفرد. وتوجد أدلة تثبت هذه الظاهرة في مقارنات من الأعمال الفنية الشرقية والغربية. ففي الفن الغربي، هناك انشغال بالوجه وهو الأمر الذي لا وجود له في الفن الشرقي، فمثلاً في الفن الغربي يحتل الشكل جزءًا أكبر من الإطار، وينفصل بشكل ملحوظ عن الأرض. وفي العمل الفني الشرق الأسيوي، يكون الشكل الأساسي أصغر بكثير ويبدو أيضًا أنه جزء لا يتجرأ في الخلفية. وفي مختبر الإعداد، اختبر ماسودا وآخرون مدى حساسية الأمريكيين واليابانيين تجاه السياقات الاجتماعية من خلال توضيح الصور الكارتونية لهم على أنها تشمل شخصًا في سياق مجموعة مكونة من أربعة أفراد. كما غيروا أيضًا تعبيرات الوجه للشكل الأساسي وأعضاء المجموعة. ووجدوا أن المشاركين الأمريكيين كانوا أكثر تركيزًا، مع الحكم على الحالة العاطفية للشخصيات الكارتونية، مما كان عليه اليابانيون. وفي مهمة إدراكهم، لاحظوا أيضًا أن المشاركين اليابانيين أولوا اهتمامًا للمشاعر التي تم التعبير عنها في الأشكال الموجودة في الخلفية أكبر مما فعل الأمريكيون.
التحديات التي تواجه البحوث الثقافية عن العواطف
إن أحد التحديات الكبرى التي تواجه مجال البحث الثقافي والعواطف البشرية هو عدم وجود تنوع في العينات. ولكن حاليًا تسيطر المقارنات بين مجموعات العينات الغربية (عادة الأمريكيون) والشرق أسيوية (عادة اليابانيون أو الصينيون) على الدراسات البحثية. وهذا يحد من فهمنا لكيفية اختلاف العواطف وكيف ينبغي أن تتضمن الدراسات المستقبلية بلدانًا أكثر في تحليلاتها. وهناك تحد آخر حدده ماتسوموتو (1990) وهو أن الثقافة تتغير باستمرار وتتسم بكونها حركية. فالثقافة ليست ثابتة. وبينما تواصل الثقافات التطور، من الضروري معرفة أن البحوث تلتقط هذه التغييرات وتسجلها. ويمكن أن يوفر تحديد الثقافة على أنها "جماعية" أو "فردية" صورة ثابتة ولكنها غير دقيقة أيضًا لما يحدث فعلاً. فليست هناك ثقافة واحدة جماعية أو فردية بشكل تام، ولا تساعد عملية إلصاق مصطلحات بثقافة ما في تفسير الاختلافات الثقافية التي توجد في العواطف. وكما يجادل ماتسوموتو، تكشف النظرة المعاصرة للعلاقات الثقافية أن الثقافة هي الأكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد سابقًا. كما تُعد الترجمة قضية رئيسية عندما يتم تضمين ثقافات تتحدث لغات مختلفة في الدراسة. لأن إيجاد الكلمات لوصف المشاعر التي يكون لها تعريفات قابلة للمقارنة في لغات أخرى يمكن أن يكون صعبًا للغاية. فمثلاً، للسعادة، التي تعد واحدة من العواطف الأساسية الستة، معنى إيجابي وكبير في اللغة الإنجليزية. وفي الهندية، تعبر كلمة Sukhi عن نفس المعنى ولكنها تشير إلى السلام والسعادة. وبالرغم من أن السعادة جزء من التعريفين، إلا أن تفسير كلا المصطلحين يمكن أن يؤدي بالباحثين إلى وضع افتراضات عن السعادة لا توجد في الواقع.

خاتمة
تؤثر الثقافة على كل جانب من العواطف. وتتأثر عملية تحديد أي العواطف الجيدة وأيها السيئ، عندما تكون العواطف مناسبة كي يتم التعبير عنها، بل وكيف ينبغي عرضها، جميعها بالثقافة. والأهم من ذلك، تؤثر الثقافات بشكل مختلف على العواطف، مما يعني أن اكتشاف السياقات الثقافية هو المفتاح لفهم العواطف. ومن خلال دمج حسابات البحوث السوسيولوجية والأنثروبولوجية والنفسية، يمكن استنتاج أن استكشاف المشاعر في الثقافات المختلفة أمر معقد جدًا والأدب الحالي معقد بالمثل، مما يعكس آراء وفرضيات متعددة

مصطفى يوسف آدم

المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 30/01/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى